صاغنا الحزنَُ مأتماً دمويَّا

فتنَزُّ الجراحُ منّا جراحاً

شردّتنا ما بين همٍ ، وهمٍّ

يا مواويلي التي أوجعتني

ما اكتفى ما ردُ الأسى من دمانا

اللظى في جراحنا يتشهى

قد وهبناه ما وهبناه  لكن !

والليالي ويا لبؤس الليالي !

كلما افتر مَبْسَمٌ في رُبانا

يا مواومليَ التي أوجعتني

حَمْحِمي فوق أضلعي بصهيل

وأقيمي عرش المواجع نبضاً

واملائي صهوة القلوب عزاءً

إن (موسى القطيف) سافر عنا

إنه الفرسُ الذي اعتنق

وتراءى على فم الدهر لحناً

سورةٌ  أنزلت على (الخطِ) لكن

وَهَبته السماءُ قيثارةَ الهدي

يا (خلود القطيف) ما إن تلوناك

سيدَ الصمتِ.. سيدَ الزهدِ إنا

كُنت يا زمزم الغطاءِ هديراً

تعمر الأرضَ (حمزة) وَ(أباذرَّ)

وحملتَ الأيامَ تحتطبُ العزم

وامتشقتِ الدروبَ تغزلُ نهجاً

هكذا.. هكذا العظيمُ رسولٌ

مفرداً جاءَ للحياة ولكن

نشَرتْ شَعْرها عليكَ حروفٌ

وانبرى مِنْبُر البيانِ بشجوٍ

ومحاريبَكَ التي كنت فيها

شفّها الآن من عُرُقكَ وصلٌ

أنت أبدعتَ للطهارةِ قُدساً

وكسوت الرماد رائحةَ المجدِ

وعشقت الحسينَ توأم جرحٍ

من ظما كربلا رُضعْتَ صموداً

يا ارتعاش الحروفَ فوق رحى الأيام

ما قرأناكَ سلسبيلَ خُطانا

ما فهمناك رحلةَ العمرِ تمشي

بلَ فهمنا بعض الذي عنك قالوا

في دمانا خطَّ الأسى سرمديَّا

فتصلى على الشفاه بُكِيّا

فغدا الكلُ يحسب الحقَ غيا

أي شيٍ قد خبَّأ الآهُ.. فيا

أَو مازال عاشقاً هَمَجَيّا؟

وعلى همسِ ثاكلٍ..يتهيّا

لم يكن راضياً به، وتقيا

إن فيها بكل فجرٍ شقيا

أخرسته فعاد لحناً شجيَّا

وتراءت تذوبُ في مسمعيّا

الحزنُ يُدْمي بهَمْسهِ مقلتيا

(يوُسُفياً) أمضّ (يعقوبيا)

يُخصَبِ الدمعُ تحصديه جنيَّا

فظلامٌ طغى بنا (سامريّا)

الحبَّ  ولاءً فشعَّ طُهرًا نقيِّا

أحمدياً.. وفاطمياً.. عَليّا

ما وَعى الكلُ سحرها  الأبديا

وقد أبدع الهوى (زيَنبيّا)

أعدنا الحسينَ للطف حيَّا

ما وعينا صّمْتَ الإبا نبويّا!

رُغم عَجف السنين كنت النديّا

وتُهدي قطيفنا (خوئيا)

فتثري ملاحماً وَدَوِيّا

نهضويًّا وجُبْتَ دَهْرَكَ طيا

يُبدعُ العمرَ موعداً مأتيّا

أخذ الكلَ حين لبى العليا

كنت قاموسها الذي تتفيّا

أين من صَيَّر التقى مَرْئِيَّا؟

نَغَمَاً يعزفُ الهوى صوفيا

يزرعُ العشقَ موسماً ليليّا

عزفته السَّمَا هَوَىً كوثريِّا

يغدو تسبيحُهُ  إنسيّا

ولقد كنت والطفوف سميَّا

فسقيتَ الجداول الضُمرَ رَيّا

أحيا بك اليراعُ فتيّا

ما فتحناكَ مصحفاً علويا!

فوق صحرائنا هِزاراً أبيّا !

كُنتَ أبدعتِ عالماً شيعيا


* أبو الحسن - القطيفالتوبي الأحد 4/9/1420

بمناسبة ارتحال العلامة الجليل الشيخ منصور البيات [قدس الله نفسه الزكية ]